2011-09-08

نعم.. أنا طائفي !!







نعم أعلنها.. "أنا طائفي" وأفتخر بقولها ، ولكن...


مع بزوغ فجر كل يوم جديد، أترقب الصراع الذي سنعيشه في الكويت، الصراع المتكرر يومياً من مختلف الطوائف والأحزاب والتيارات، صراع لا نكاد ننتهي من صراع الأمس حتى يتجدد هذا الصراع سواء بنفس الموضوع أو بموضوع متصل أو مختلف، لكنه في الغالب يكون ذو طابع طائفي ديني مقيت.

الصراع المحتدم في المجتمع الكويتي له صبغة طائفية دينية، أستغرب من هذا الصراع اليومي لموضوع بدأ منذ وفاة الرسول (ص) أي ما يقارب 1400 سنة، وكأننا انتهينا من كل مشاكلنا حتى نتفرغ لهذا التقاتل اليومي، ومع الأسف أن المجتمع ينجر بكل سهولة خلف التراشق الطائفي الديني، فوسائل الإعلام المختلفة تسهل العملية لكل من شاءت نفسه الدنيئة بزيادة نار الفتنة حطباً.

وهنالك أيضاً صراعات طائفية أخرى سواء بين (الحضر - البدو) أو (التجار - الشعب) أو (التيارات الاسلامية - التيارات الفكرية) ، لكنها ليست بكثرة الصراع الطائفي (السني - الشيعي).

وليت الصراع الطائفي الديني يولد لنا حلولاً لمشاكل تثار منذ مئات السنين حول قضايا لمذاهب في دين واحد، ليتها كانت تقرب أبناء الدين الاسلامي، ليتها كانت توحد صفوف أبناء الدين الواحد، لكنها كل يوم تزيد نار الفتنة وتزيد التفرقة بين صفوف المجتمع الكويتي.

وليت الصراعات الطائفية الأخرى توجد لنا حلولاً لمشاكل البلد المستمرة والمتراكمة منذ سنوات، ليتها كانت تبني لنا البناء العمراني لمختلف الخدمات العامة، ليتها كانت تقدم للفكر الانساني ما ينمي عقول أبناء المجتمع، ليتها كانت تقربنا نحن أبناء المجتمع بمختلف أطيافنا لنصبح كالكيان الواحد، إلا أنها وللأسف الشديد تبعدنا وتفرقنا عن بعضنا البعض.

لو نرجع قليلاً بالتاريخ... وفي أيام الغزو العراقي الغادر، عندما التف الشعب الكويتي حول قيادته في مؤتمر "الطائف" الشهير، وأصر على عودة الشرعية ممثلة بحكم آل الصباح مع اشتراط عودة الحياة الدستورية بعد التحرير، لو نتأمل هذه اللحظات وكيف أصبح الكل كياناً واحداً لا يرضى المساس بهذا الوطن. لكن أين هم الآن من تلك الأيام التي توحد فيها الجميع!؟

نعم أرددها.. "أنا طائفي" وأعتز أن تكون "طائفتي هي الكويت" ، "أنا طائفي" لأجل الكويت لا سواها، "أنا طائفي" في حب الكويت لا في حب سواها، "أنا طائفي" فداءً للكويت لا لغيرها.


2 comments:

  1. تسلم ايدك
    مقال جميل، الطائفية موجودة في نفوس الناس لكن الاشكال في خطاب الكراهية، لا اجد مشكلة في من يعتز بانتماؤه الفكري او القبلي او الطائفي، واجد المشحلة في من يكره غيره.
    لسنا بحاجة الى توحيد المذاهب، يكفي ان نفهم ونحترم بعضنا، لن نتمكن من تطهير النفوس المريضة ولكن يمكننا العمل من اجل تشريعات صارمة وتطبيقها لمنع خطاب الكراهية وازدراء الآآخر.
    وضعنا محزن، فالدولة غير آبهة بهذه الآفة التي تأكل لحم وعظم مجتمعنا، ومعظم المواكنون اما غير مهتنين او يساهمون بالفتن، قليلون الذين يرون الامر على حقيقته المرة، قليلون الى درجة انعدام التأثير مع الاسف.
    اثمن جرأتك في كتابة هذه التدوينة
    وتسلم الانامل ويسلم الكيبورد في خطاب الكراهية، لا اجد مشكلة في من يعتز بانتماؤه الفكري او القبلي او الطائفي، واجد المشحلة في من يكره غيره.
    لسنا بحاجة الى توحيد المذاهب، يكفي ان نفهم ونحترم بعضنا، لن نتمكن من تطهير النفوس المريضة ولكن يمكننا العمل من اجل تشريعات صارمة وتطبيقها لمنع خطاب الكراهية وازدراء الآآخر.
    وضعنا محزن، فالدولة غير آبهة بهذه الآفة التي تأكل لحم وعظم مجتمعنا، ومعظم المواكنون اما غير مهتنين او يساهمون بالفتن، قليلون الذين يرون الامر على حقيقته المرة، قليلون الى درجة انعدام التأثير مع الاسف.
    اثمن جرأتك في كتابة هذه التدوينة
    وتسلم الانامل ويسلم الكيبورد

    ReplyDelete
  2. عبدالقادر...
    الله يسلمك حبيبي
    أوافقك الرأي بأننا نعيش أزمة متمثلة بإلغاء الآخر وعدم تقبل رأيه مهما كان..
    والغريب أن الغالبية لا تلتفت لهذه المشكلة، بل الجميع يبحث عن مصلحته ويقدمها على مصلحة الوطن

    ReplyDelete

Note: Only a member of this blog may post a comment.