2011-05-02

بن لادن.. قُتل الاسم وظل الفكر



 


لكل تنظيم أو فكر قائد أعلى يعد الأساس الذي يبني عليه أساس هذا التنظيم أو الفكر، بعض التنظيمات والأحزاب والأفكار تنتهي مع انتهاء حياة مؤسسها وقائدها، والبعض الآخر يبقى حتى مع زوال المؤسس والقائد.

مقتل زعيم حركة القاعدة أسامة بن لادن أُعلن اليوم بلسان الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي سيستفيد من هذا الإعلان كثيراً في الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة وتزيد نسبة مؤيديه ومناصريه.

مقتل بن لادن ليس بالضرورة زوال الفكر المنحرف عن تعاليم الاسلام لجماعة القاعدة، بل هذا الأمر لن يؤثر كثيراً على القاعدة حتى لو كان الرجل الثاني في القاعدة أيمن الظواهري لا يمتلك كاريزما بن لادن، لكن تبقى الأفكار الانتحارية المخالفة لكل الأديان والأعراف الانسانية موجودة في هذه الجماعات الارهابية.

---------------------------------------------------

ردود أفعال الناس في الشارع العربي، وخاصة الشارع "التويتري" سواء في الكويت أو سائر بلاد العرب كان أمراً مفزعاً! ، تنوعت ردود الأفعال من مترحم على بن لادن ومن لاعن له وآخرون أيدوا قتله دون التعرض لشخصه.

ما يهمني هنا تواجد فئة من المترحمين على هذا الشخص صاحب الأيادي النجسة في قتل الأبرياء من أطفال ونساء ورجال وشيوخ وعُزل، بل انه شوه سمعة الاسلام في الغرب واستغلوه هناك خير استغلال لممارسة أفعالهم الشنيعة ضد المسلمين، حتى أكاد أصف ما فعله بن لادن في الاسلام من تشويه لسمعته أكبر مما فعله الصهاينة بالدين الاسلامي!

فمن المضحك والمبكي في الوقت ذاته أن يتم تصنيف بن لادن في خانة الشهداء! ، والبعض يطلق عليه لقب المجاهد، فإن كان الدين الذي يدين به بن لادن يسمح له قتل الأبرياء تحت ذريعة الجهاد فتباً لهذا الدين الأعوج!

 وقد خرج علينا أُناسٌ حاولوا منعنا من التحدث عن بن لادن فقط لأنه مات ولا يجوز التحدث عنه! ، أتفق تماماً أن له رب سيحاسبه، لكني لن أسكت عن المجرم القاتل للنفس البشرية من غير وجه حق.

وآخرون حرموا علينا الفرح بقتل هذا الارهابي لأنه "مات"، فأنقل لهم تساؤل احدى المغردات في تويتر عندما تساءلت عن هذا التحريم هل ينطبق على فرحنا يوم شنق المقبور صدام!؟ ، سؤال بالعظم لأتباع بن لادن.

لنا الحق في التحدث عن "بلاوي" هذا القاتل، ولنا الحق في انتقاده ولعنه حتى بعد موته، كما لنا الحق في الفرح لزوال أحد عناصر الشر في العالم وأحد مهددي الأبرياء العزل.

وعجبني كثيراً جملة قالها إبراهيم المليفي في تويتر: "الحسنة الوحيدة لبن لادن هي كشفه للكثير العقول المؤمنة بأن قتل الأبرياء جهاد". وأضيف عليه: تباً لكم ولجهادكم المنحرف والمنافي لكافة الأعراف الانسانية والتعاليم الدينية.

 بالأخير.. حتى وان مات بن لادن، فالفكر باقٍ، والنهج مستمر، وسيأتي لنا شخص آخر يحل محل بن لادن ويتم تمجيده كالإله!.

إلى جهنم وبئس المصير يا بن لادن.

---------------------------------------------------

من غير المستغرب علي شخصياً أن يخرج علينا وليد الطبطبائي بهذا التصريح: "لم نتفق مع ابن لادن في كثير من اجتهاداته التي نتج عنها اضرار كبيرة للمسلمين ، لكن نرى انه كان - و من معه - حسنو النية و نسأل الله ان يغفر له".
فالطبطبائي يثبت بتصريحه وطلب المغفرة لبن لادن على انتهاجه نفس الفكر الطالباني المنحرف كليا عن تعاليم الإسلام. فتباً له أيضاً.

No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.