2012-02-20

هل هو استجواب المحك !؟



مع إعلان الدكتور عبيد الوسمي استجوابه لرئيس الوزراء وعزمه تقديمه صباح اليوم لأمانة مجلس الأمة، تباينت ردود الأفعال في الجبهتين.

من المهم التأكيد على أن الاستجواب حق أصيل للنائب ولا رادع له سواء كانت كتلة نيابية رافضة أو توقيت لا يعجب البعض أو انفراد بالقرار لم يُستشر فيه شخص.

وهنا أذكركم بحادثة متعلقة بالتوقيت... كلنا نذكر استجواب النائب مسلم البراك لوزير الداخلية الأسبق جابر الخالد، الذي جاء براً لقسم النائب وفي توقيت مشابه لتوقيت الدكتور عبيد الوسمي.

وحادثة أخرى لها علاقة بالانفراد بالقرار... فاستجواب النائب الدكتور فيصل المسلم في قضية الشيك لرئيس الوزراء السابق الشيخ ناصر المحمد لم يكن باستشارة جماعية، إنما عمل منفرد من النائب رأى فيه الحق وقدم الاستجواب.

كما أن الكتل البرلمانية لا يحق لها "التشره" على النائب لعدم "انصياعه" لأولوياتهم... وهنا أقصد بالتحديد كتلة الأغلبية التي حددت أولوياتها التشريعية في ديوان النائب محمد الدلال وبحضور النائب الوسمي، إلا أن تقديمه للاستجواب غير مرتبط بتلك التشريعات التي من الممكن أن ترى النور ولا يوقفها استجواب واحد.

ومن ناحية أخرى... أرجو ألا يكون النائب الدكتور عبيد الوسمي قد تسرع وأخذه الحماس في الندوة كما تسرع وتلفظ وشتم الكويتيين وأسماهم "بالكلاب" في ديوان الحربش!

وأيضاً... أرجو ألا تكون فعلاً ردة فعل متسرعة كما يخشاها البعض لأحداث سابقة من الحكومة الماضية، التي كان الرئيس الحالي أحد العناصر الهامة والمتواجدة باستمرار في التشكيلات المختلفة لها!

وهنا ما أخشاه ويخشاه أبناء وطني أن يكون هذا الاستجواب هو المحك الذي عنده تنقسم المعارضة، فيفزع ابن القبيلة للاستجواب ويبتعد الآخرون خوفاً من "التأزيم" واستمرار الصراع والحل المبكر!

كما أم تأييد النواب القلاف ودشتي والدويسان والجويهل ليس حباً في الوسمي ولا انتصاراً لمادة الاستجواب حتى وان زعموا ذلك، إنما تأييدهم واضح بغرض اكثار السواد للدفع نحو "التأزيم" والحل ان أمكن، "فالموالاة" القديمة لحكومات الرئيس السابق لن تقف مكتوفة الأيدي بل ستسعى نحو قتل المجلس الذي تُشكل فيه المعارضة أغلبية ساحقة.

كلمة أخيرة... المنقسمون حتى الآن صاغوا مبررات تأييدهم ورفضهم، والحق أن لكل منهم مبررات مقنعة، لكني أرى أن الاستجواب ان كان حماية لكرامات الناس وتطبيق القانون دون انتقائية ويشمل كافة أطياف ومكونات المجتمع فهو استجواب مستحق.


2012-02-12

آمال معلقة



آمال الشعب الكويتي الذي قال كلمته في 2-2-2012 معلقة على هذا المجلس الذي أتى بعد صراع مستمر بين المعارضة وحكومات الشيخ ناصر المحمد، ما ننتظره من أعضاء الحكومة والمجلس القادمين العديد والكثير من الآمال والتطلعات التي نرجوها ونتمنى تحقيقها من أعضاء السلطتين.

وقد تأتي في قمة هرم الآمال أن تصدق الأخبار التي تتحدث عن توجه رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك لاختيار أعضاء سلطته على أساس الكفاءة وبما يتوافق مع مبدأ "الرجل المناسب في المكان المناسب" وأن يتماشى مع الرغبة الشعبية بزيادة الوزراء الشعبيين وكسر احتكار الوزارات السيادية لأبناء الأسرة، والابتعاد عن المحاصصة في الاختيار من الأمور الغير قابلة للجدال بعد تلك المطالب.

ويأتي بعد ذلك الأمل والتطلع بأن يمد نواب مجلس الأمة أيديهم للشيخ جابر المبارك وأعضاء حكومته والعمل معاً بما يتوافق مع نصوص الدستور كلٌ في سلطته، مغلقين بذلك "الصفحة السوداء" مع حكومات الشيخ ناصر المحمد منهين تلك الصراعات الدستورية منها أو الشخصانية، وأن يكون أساس تعاونهم معاً في سبيل تشريع القوانين وتنفيذها من السلطتين.

ومن آمالنا أيضاً أن تقدم الحكومة برنامجاً زمنياً تحدد فيه ما تم تنفيذه من خطة التنمية وما سيتم تطبيقه في قادم الأيام، خطة التنمية كل ما عرفنا عنه مجرد حبر على ورق وأخبار بتنفيذ نسب معينة وصلت للنصف! ونحن لم نرى على أرض الواقع ولم نتلمس أي تنفيذ حقيقي لهذه الخطة التي تم رصد المليارات لها!

وكالعادة تبقى آمالنا المتعلقة ببعض القوانين الهامة مثل إنشاء هيئة مستقلة عليا للانتخابات واستقلال القضاء واقرار قوانين كشف الذمة المالية لأعضاء البرلمان من حكومة ونواب وقوانين أخرى، من أهم الأولويات العالقة منذ سنوات، كل ما نرجوه هو الانتهاء من اقرارها لمزيد من الشفافية في الممارسة الديمقراطية.

ومن آمالنا أن يهتم النواب بشكل أكبر بالجانب التشريعي والتركيز على تشريع القوانين، وهذا لا يعد انتقاصاً من دورهم الهام في الرقابة إلا أننا نرجو التعاون بين السلطتين وتفرغ كل سلطة للتركيز على مهامهم لأجل هذا الوطن.

كلمة أخيرة... تبقى آمالنا معلقة حتى اشعار آخر من أعضاء السلطتين أن يثبتوا لنا جديتهم في انتشال البلد من الصراعات والمشاحنات ونقله إلى وادي الأمان ودفع عجلة التنمية للأمام والوصول للاستقرار السياسي، وتبقى آمالنا معلقة!


2012-02-05

فهل أكرمنا الوطن أم أهنّاه !؟




كتبت سابقاً في أربعة رسائل موجهة لأبناء وطني عن المشاركة في الانتخابات المنتهية قبل أيام، وكيف يمكننا إكرام الوطن في هذه الإنتخابات وعدم إهانته، ويبقى السؤال: هل فعلاً أكرمناه أم أهنّاه !؟

كانت لي وقفة مع الانتخابات الفرعية المجرمة قانوناً، والمحرمة أخلاقياً عند من يضع اعتباراً للأخلاق في الانتخابات.
لكن واقع الانتخابات برهن على أننا نهوى القفز فوق القانون وتحديه وضربه عرض الحائط، فتم تنظيم الفرعيات وشارك من شارك فيها، ويوم الانتخابات نجح البعض من خريجي الفرعيات وسقط آخرون، فمن أسقط مخرجات الفرعيات نشكره، ومن غلّب كفة آخرين من خريجي الفرعيات نلومه على خرق القانون وعدم ترجيح كفة الوطن على حساب القبيلة أو الطائفة. وهنا استسلم أبناء وطني للاستعباد والتبعية والولاء لغير الوطن، وأهانوه إهانة عظيمة!

وفي ثاني الوقفات كانت مع الجماعات التي تدعي التدين "المتأسلمين" التي تقتات على النفس الطائفي.
واقع الانتخابات أثبت لنا مدى الخلل الكبير الذي يعيشه المواطن في بلدي ومدى تغلغل الثقافة الطائفية النتنة في أنفاس هذا الشعب، فمُخرجات الانتخابات وضخامة العدد المنتسب للتيارات الدينية الذي وصل لكرسي المجلس يؤكد ويزيدنا قناعة بالخلل الذي نعانيه، لطالما حذرنا من الطرح الطائفي ومن تكسب هؤلاء الأشخاص وتلك التيارات من هذا الطرح الذي يزيد نسبة مناصريهم بشكل مهول، فكل قضية عند تلك التيارات يحولوها لقضية طائفية تقسم الشعب لقسمين ويتصارع المنقسمون لقناعات فاسدة لا تفيد الوطن بشيء، ومن يقرأ أسماء الطائفيين من الطرفين يعرف مدى التطرف الذي وصل إليه هذا المجلس، وسنشهد مجلساً متطرفاً وساخناً من الناحية الطائفية!. وهنا أيضاً استسلم أبناء وطني للطرح الطائفي واستفرغوا ما في أجسادهم من طائفية قذرة وأخرجوا لنا هذه الأسماء التي ستدمر ديمقراطيتنا!. وهنا إهانة الوطن كانت أيضاً عظيمة!

وفي ثالث الوقفات كانت مع أصحاب المصالح الذين لا تهمهم سوى مصالحهم الشخصية حتى لو كانت على حساب الوطن.
واقع الانتخابات أثبت لنا ولو بصورة أقل من النقطتين السابقتين وجود تلك الفئة التي تستقبل فترة الانتخابات بلهفة وشوق لتحقيق مآربهم الشخصية والحصول على مكاسب مادية، سواء كانت مبالغ مالية أو معاملات شخصية أو سفرات سياحية تحت مسمى العلاج بالخارج أو مهما كانت حاجاتها الشخصية فهي دائمة التواجد في الانتخابات، ومن يقبل على نفسه قبول تلك الرشاوي إنما يبيع ضميره ووطنه، وهي الأخرى فيها إهانة عظيمة للوطن!

وفي رابع الوقفات كانت مع أولئك الذين يرفضون المشاركة في الانتخابات بحجج واهية.
واقع الانتخابات من خلال نسبة المشاركة أثبت أن العزوف عن التصويت كان قرابة الـ 40% ، أي ما يقل عن النصف تخلوّا عن حقهم الدستوري باختيار من يمثلهم، وتخلوّا عن دورهم في المشاركة بالحكم، وتخلوّا عن حماية المكتسبات الدستورية، وتخلوّا عن حماية أبناءهم من المساس بحقوقهم المستقبلية، واللوم واقع عليهم أيضاً بوصول كل مفسد لعدم مشاركتهم والتصويت لمن يريد فعلاً الحفاظ على الوطن والذود عن الحريات والمكتسبات الدستورية. وإهانتهم للوطن أيضاً كانت عظيمة!

وأضيف أيضاً... بانعدام الثقافة الانتخابية عند الكثيرين عندما نرى الفاجعة بايصال المتطرفين طائفياً والمتطرفين في أفكارهم وأخلاقهم، وكل من صوّت عناداً على تيار آخر أو مذهب آخر أو قبيلة أخرى أو أشخاص آخرين يثبت لنا تخلفه وفقدانه للثقافة الانتخابية التي تهدف للتصويت لأجل الوطن وحمايته. وهنا أيضاً تمت إهانة الوطن إهانة عظيمة من أبنائه!

نقطة أخيرة... الأيام بيننا ستثبت مدى سوء هذا المجلس الذي كان باختيار الشعب الفاقد للثقافة الانتخابية السليمة!