إلى أعزائي: الطائفيين، العنصريين، المواطنين...
عزيزي الطائفي..
سواء كنت من أي طائفة دينية، حكم عقلك واقرأ عن دينك ومذهبك، فهل وجدت ما يحرضك على تكفير الطرف المخالف لك بالعقيدة والمذهب؟
فإن كانت إجابتك بالإيجاب، فاعلم أنه هناك خطأ كبير في المذهب الذي تتبعه!
أما إذا كانت إجابتك بالنفي -وهذا ما أراه في أغلب المذاهب- ، وإذا كنت تعاني من مرض إلغاء الآخر وعدم قبوله لاختلافه معك، فثق تماماً أنك تعاني من خلل عميق في داخلك..
عزيزي العنصري..
مهما كان فكرك، سواء ديني أو لاديني أو ليبرالي أو بطيخي، فهل كُتب في المنهج الذي تتبعه ما يجبرك على إلغاء مخالفيك في الآراء؟
حسب علمي ودرايتي بالمدارس الفكرية فلم أجد ما يبيح لنا معاقبة الآخرين فقط لأنهم اختلفوا معنا في الفكر!
عزيزي المواطن..
سواء كنت حضري أو بدوي، من عائلة أو من قبيلة، تسكن في المناطق الداخلية أو الخارجية، إليك أوجه كلامي يا أيها "المواطن"..
التفاخر باسمك ولقبك وعائلتك وقبيلتك لا يأتي قبل التفاخر بمواطنتك الحقيقية..
وتطبيق مفهوم المواطنة ليس بالقول فقط بل بالأفعال..
في "قوانين" العائلة والقبيلة لم ننشأ على أن العائلة أو القبيلة أهم من الوطن، ولم ننشأ على أننا أرقى من الآخرين فقط لأننا نحمل لقب العائلة أو القبيلة..
تطبيق مفهوم المواطنة يتحقق عندما نثبت ولاءنا للوطن قبل الولاء للعائلة أو القبيلة!
خلاصة القول:
الخلل ليس بالمذاهب أو المناهج الفكرية..
الخلل يكمن في تطبيقنا لقواعد ومنهجية تلك المدارس..
فلابد من اصلاح الخلل ومحاولة مداواة المرض الكامن فينا حتى نرتقي بأنفسنا وأدياننا ومذاهبنا ومعتقداتنا..
حتى نثبت فعلاً أننا بشر!