الآن بعد أن مارس الشعب الكويتي حقه في انتخاب ممثليه في مجلس الأمة نتوجه نحو أعضاء مجلس 2013 وننتظر منهم الكثير من أجل كل شيء صوتنا لهم لأجله، فالشعب باختياراته التي خلت من معظم أصحاب الطرح الشاذ من طائفيين وعنصريين وأصحاب اللسان السليط ومفتعلي المشاكل، وايصاله لوجوه شبابية وتمسكه بذوي الخبرة من أصحاب الطرح العقلاني، أوصل رسالة أنه مل الصراع المستمر وأنه يبحث عن الاستقرار السياسي حتى ينعم بالاستقرار في بقية المجالات.
الفرصة ذهبية أمام ممثلي الشعب بإعادة حالة الاستقرار والهدوء في الكويت بعد أن فقدناها منذ فترة أرهقتنا جميعاً، أما اليوم فلابد من العمل على نبذ الفرقة ولم الشمل من أجل الكويت ومن أجل أبناء الوطن، والاستقرار هنا لن يتحقق إلا بالطرح العقلاني الهادئ بعيداً عن لغة التخوين والتشكيك وفرد العضلات.
ما الذي نريده فعلاً من مجلس الأمة 2013 ؟
- إعادة هيبة مجلس الأمة كأداة تشريعية تشرع من أجل صالح الشعب وعدم الاستهانة بالدور الرقابي، وعدم الخضوع لأهواء الحكومة.
- رفض الصراع السياسي وعدم العمل بأجندات مثيري الفتن سواء من أقطاب داخل الأسرة أو خارجها من تيارات سياسية وأصحاب المصالح والنفوذ.
- مللنا من تكرار أسطوانة دفع عجلة التنمية، ما نريده مشاهدة واقعية وملموسة لهذه التنمية.
- العمل على اقرار كشف الذمة المالية لأعضاء المجلس من نواب وحكومة.
- الاستقرار السياسي يجب أن يكون من أولويات الجميع ولن يتحقق ذلك إلا بنبذ كافة أشكال التطرف الفكري.
- عدم استيراد المشاكل الخارجية واسقاطها على واقعنا ونشرها في مجتمعنا المزيج من كل الفئات والأطياف.
كما أن على الحكومة أن تقرأ نتائج الانتخابات وتفهم خيارات الشعب، فلابد أن يُشكل رئيس الوزراء القادم حكومته على أساس هذه الاختيارات، فيجب عليها أن تطرح برنامجاً حقيقياً قابلاً للتطبيق ويمكن محاسبتهم عليه، ولابد أيضاً أن يكون للوزراء الشباب نصيباً كبيراً في الحكومة القادمة تعكس الصورة الشبابية التي فضلها الشعب، ولا مجال أبداً لعودة الوزراء أصحاب التصريحات والأفعال التصادمية التي تخلق المشاكل، والمطلوب وزراء مشهود لهم بنزاهتهم وعملهم المخلص للكويت.
وأخيراً... أذكر أعضاء مجلس الأمة 2013 أن مسؤوليتهم كبيرة، فتأثير ألفاظهم وممارساتهم كبير على المجتمع، فإما أن يدفعوا باتجاه الاستقرار والتعايش السلمي أو نقول "لا طبنا ولا غدا الشر".